الثلاثاء، 10 يونيو 2008

الملمحان الثانى والثالث فى منهج الشيخ ياسين فى التغيير والاصلاح

اخوانى واخواتى نكمل سويا الملامح ولا تدعوها تمر علينا دون وقفة معها لنستفيد وتعليق لنناقشها

الملمح الثانى

العمل المؤسسى واعتماد الشورى كآلية لاتخاذ القرار ,والابتعاد عن المركزية والفردية فى التعامل مع القضايا المصيرية .كما فعل ويفعل البعض .لا سيما على الساحة الفلسطينية .

فقد بدأ الشيخ دعوته بثلة مؤمنة لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة فى ظل احتلال شرس لم يعرف التاريخ له مثيل وفى جو مشحون وفى فترة كان العمل الاسلامى فيها تهمة تستدعى القضاء عليه قبل مهاجمة المحتل.

وعلى الرغم من هذا كله .مضاف عليه طبيعة العمل التنظيمى السرى الملاحق من قبل الاجهزة الامنية اليهودية ثم الاجهزة الامنية السلطوية ,استطاع الشيخ تثبيت مبدأ الشورى والعمل المؤسسى والجماعى .

وعلى الرغم من ان شخصيته (الكاريزمية )وقياداته التاريخية ومرجعيته الدينية وقيادته السياسية تؤهله فى بعض الاحيان ان يتجاوز الترتيبات التنظيمية _والتى قد تكون اجرائية فى البعض منها_لم يُعهد على الشيخ ان تجاوز ذلك .ولعل فى تماسك الحركة فى غياب الشيخ فى سجون الاحتلال لاعوام عديدة ونشاطها الملحوظ مايؤكد هذا بجلاء.

يقول الشيخ فى موضوع المؤسسة والعمل الجماعى وهو يذكر سيرة حياته فى برنامج شاهد على العصر:

(عملنا عمل جماعى .عملنا عمل شورى ,صحيح أحمد مسئول ,لكن القراريُتخذ بالأغلبية,فلما يغيب أحمد,تسير الامور كما يرام )

كما ان العدو مارس شتى انواع الضغط على الحركة الاسلامية لاضعافها او على الاقل أحداث انشقاقات بها ولاحقتها الاجهزة الامنية السلطوية بأساليب اشد وأقسى .ومع هذا لم ينجحوا فى مرادهم .فالحركة تزداد شعبية .وتتوسع قواعدها فى الداخل والخارج .ومع هذا يبقى المنهج الشورى والمؤسسى هو الحاكم لآلية اتخاذ القرار.

لقد أكد الشيخ(رحمه الله) فى أكثر من موضع ,حتى وهو فى سجون الاحتلال انه (لايجوز ان ينفرد شخص او بعض الاشخاص فى قرار يحدد مستقبل دعوتنا .وأى قرار تتخذه الاغلبية سيكون ملزما للجميع )

ولعل هذا مايحسب للشيخ رحمه الله خلافا للسيد ياسر عرفات (رحمه الله )الرئيس السابق للسلطة الفلسطينية ومنظمةالتحرير_الذى وصفه اكثر من مراقب فلسطينى انه مركزى ولايؤمن بالمؤسسية والشورىوقد وصفه آخرون من المفكرين الفلسطنيين المشهورين بانه (مستبد برأيه خذل شعبه).

الملمح الثالث

انشاء المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية بصبغة اسلامية .

حق لنا ان نعتبر الشيخ احمد يس قائدا ومؤسسا للعمل الاسلامى فى فلسسطين .ففى ظل احتلال لا يكترث بالحياةالمدنية للشعب الواقع تحت نيرانه .وتنظيمات همها التنافس والحصول على المكاسب السياسية .استطاع الشيخ من خلال انشاء مؤسسات والاشراف عليها ان يخرج لنا أقوى حركة اسلامية فى منطقة الشرق الاوسط .ان لم نقل فى العالم الاسلامى ,لاسيما إذا اعتبرناها بوظيفتها ودورها الحربة المسلطة على اعتى أعداء الامة الاسلامية.

وهذا العمل المتدرج والمتواصل الذى ابتدأ منذ عقد السبعينات إزداد بصورة سريعة وطردية لتكون هذه مؤسسات حكومة اسلامية فى الظل ,لاسيما فى قطاع غزة.

لقد رفض الشيخ الكفاح المسلح قبل انتفاضة ديسمبر 1987ولم يشرك أفراده فى قتال المحتل الى جانب فصائل منظمة التحرير ,على الرغم من حالات الخروج على الحركة الاسلامية والالتحاق بالعمل العسكرى ,كما هو حال بعض القادة التاريخيين لحركة "فتح"ولا حقا "الجهاد الاسلامى ".

لقد كان هم الشيخ قبل الانتقال لمقارعة العدو الاصلاح الاجتماعى والتربية الدينية والدعوة الى العودة الى قيم المجتمع المسلم ,وحصر صراعه مع القوى العلمانية واليسارية المنضوية تحت (م.ت.ف)فى الجامعات والكليات الفلسطينية .

ولقد استطاعت هذه المؤسسات نيل قسط كبير من ثقة ابناء الشعب الفلسطينى حتى من غير الاسلاميين ,يقول أحدهم :"اعرف ان كل هذه الجمعيات تابعة لحماس .ورغم انى لا احب حماس .فقد تبرعت بالمال لهذه المؤسسات الخيرية ,لانى أثق بأنها توزعها بأمانة".

ليست هناك تعليقات: