الأربعاء، 10 ديسمبر 2008

عودة و<ليلة من ليالى العزة>



اخوانى واخواتى الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وانتم إلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم ومن الجنة أدنى وعن النار أبعد وتقبل منا ومنكم

معذرة على التأخير ولكن يعلم الله انى كنت أريد ان أكتب لكم فى أول أيام العيد

ها قد عدت إليكم وعاد النت إلى منزلنا من اسبوع لكن اعذرونى على التقصير فى زيارة مدوناتكم وعلى عدم السماح باضافة تعليقات على التدوينة السابقة ...لدى مشكلة مع موقع البلوجر كلما افتح مدونة او اريد ان أضيف تعليقا تظهر لى صفحات بالصينى أكيد فيروسات لان الجهاز بيهنج بعدها ولا يجدى معها أى انتى فيروس فإن كان لديكم الحل لذلك فانصحونى بارك الله فيكم...

دعوة ودعوة

الدعوة الأولى أرجوها منكم :اسألكم الدعاء كثيرا بالتوفيق فى الدراسة والمذاكرة باقى على الامتحانات شهر ...

والثانية هى دعوة إليكم :ولكل من بجامعة المنصورة ان يشرفنا فى كلية الطب بمعرض اسرة الشموع فى اليوبيل الفضى لها ضمن معرض الاسر الذى يقيمه اتحاد الطلاب من يوم 16/12 الى 23/12
تعديـــــــــــــــــــل عاجل واعذرونى لضيق الوقت
تم تأجيل المعرض إلى التيرم الثانى
...................

اترككم مع قصة قصيرة بعنوان ليلة من ليالى العزة كتبتها أول يوم فى عيد الأضحى


طفلة جميلة فى السادسة من عمرها أحضرت كرسى وصعدت عليه تنظر الى الشارع من شرفة منزلهم تنادى أماه :انتهت صلاة العشاء من فترة طويلة وأخى لم يحضر بعد سمعت صوت طائرات من فترة وانا قلقة عليه أجابتها أمها :لا تقلقى يازهراء فالفاتح رغم انه لم يبلغ الثامنة بعد بطل لا ترهبه طائرات ولا غيرها على الاطلاق ..
قطع حديثهم دخوله عليهم ,فأسرعت إليه الزهراء لماذا تأخرت إلى الآن لقد تأخر موعد حفظنا مع أمى كثيرا..
احضرت الام ثلاثة أكواب من النعناع الدافىء واجتمعا فى حلقة وأخبرتهم اعذرونى يا أحبائى سنشربه بدون سكر مررت بالعديد من المحلات اليوم وانا عائدة من المشفى لكن لم أجد كيسا واحدا...
تابع الفاتح وانا أيضا يا أماه بعد صلاة العشاء مررت بأكثر من مكتبة لأحضر للزهراء كراسة رسم لانها أنهت كراستها اليوم ولم أجد معظم المكتبات أغلقت وعلقت على ابوابها لافتة (نفد كل مالدينا)
..فجأة أظلم المكان من حولهم ..صرخت الزهراء أماه انا بغرفتى أحضر كراسة الرسم تعالى إلى بسرعة....أضاءت الام شمعة واحتضنت ابناءها على سرير الزهراء ..وحدثتها: زهراء فلتخبرينى ماذا رسمتى اليوم أجابتها :رسمتك ورسمت أبى والفاتح وأنا وقلتنا أربع جنود صهاينة رسمتهم نائمين على الارض وحولهم دماء كثيرة وأربع جنود آخرين يفرون من أمامنا مذعورين ..ردت الأم ان شاء الله ياحبيبتى ...
هيا لتحفظى وردك اليوم ..فاتح ركز معنا وراجع بدأت الام بالتلاوة (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلمواوإن الله على نصرهم لقدير)
عادصوت الطائرات من جديد تتابع الأم (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا ان يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز)
ازيز الطائرات يزداد ..قاطعت الزهراء أمها :أماه لا استطيع التركيز ..أجابتها فلنتوقف قليلا احضرى هاتفى لأطمئن على أبيك فى رباطه ..تتصل الام ولكن لا يجيب ..تحادثها الزهراء أماه ألم تحاولى الاتصال أكثر من مرة لماذا لا يجيب أبى ...تخفى الأم قلقها لابد أنه مشغول يا حبيبتى ألا تسمعى صوت الطائرات المفروض ألا نكلمه الآن ولندعه يركز على الثغور ولا نشكل له ثغرة أخرى..
.صوت قصف ارتمت على إثره الزهراء فى حضن أمها ...ثم صاحت بعد دقائق أماه الهاتف ينير ...ردت الأم بلهفة سلام عليكم كبف حالك أبا الفاتح ؟اجابها مسرعا أنا بخير والحمدلله كان هناك توغل على مشارف المخيم ولكن تم التصدى له بكل قوةوهاهم يفرون إلى حيث أتوا...سمعت الأم صوت قصف بقوة مجددا انقطع على إثره الاتصال ...
لحظات صمت تجوب المكان
قطعتها الأم وأخذت تردد (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز)
ومن بعدها الفاتح والزهراء (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز)
رن الهاتف فتناوله ثلاثتهم بلهفة
أحبائى لا تجزعوا هذه صواريخ القسام ...أم الفاتح فلتذهبى سريعا لأم إياد بشريها ان زوجها استشهد وألقاكى بالمشفى هناك عدد من الإصابات ...
انتهت القصة...
ولكن ليالى العزة بغزة لا تنتهى


الجمعة، 5 ديسمبر 2008

الوقفة الثالثة والأخيرة مع المفكر الشهيد سيد قطب

اخوانى واخواتى الكرام



سلام الله عليكم ورحمته وبركاته



اليوم سأنشر لكم الوقفة الثالثة والأخيرة فى حياة المفكر المصلح الشهيد سيد قطب


كنا قد توقفنا المرة السابقة عند صدور حكم الاعدام ولنرى سويا مواقف للشهيد وبعض من كلماته التى سطرت إلى الآن

جاءت الأرحام من آل قطب لزيارة سيد بعد صدور حكم الإعدام ، فطوقهم بذراعيه وقال: (لقد دعوت الله عزوجل أن ينفذ الحكم لتكون الشهادة ، دعوت الله أن يجعل هذه العائلة كلها شهداء ، هل قبلتم؟ قالوا: قبلنا ، ونفذ حكم الإعدام في سحر ليلة الإثنين (92) آب (6691م) ، وفاضت هذه الروح الكبيرة إلى بارئها بعد أن أدت دورها ، وقد تبدو هذه النتيجة في حساب الأرض أسيفة أليمة ، وقد يعد ها البشر هزيمة مريرة

لكن كما يقول هو في فصل (هذا هو الطريق): وهو يتحدث عن أصحاب الأخدود من معالم في الطريق: (إن النصر في أرفع صوره هو انتصار الروح على المادة ، وانتصار العقيدة على الألم ، وانتصار الإيمان على الفتنة... وفي هذا الحادث انتصرت الفئة المؤمنة انتصارا يشرف الجنس البشري كله.. إن الناس جميعا يموتون ، وتختلف الأسباب ، ولكن الناس جميعا لا ينتصرون هذا الإنتصار ولا يرتفعون هذا الإرتفاع ، ولا يتحررون هذه التحرر ، ولا ينطلقون هذا الإنطلاق إلى هذه الآفاق ، إنما هو اختيار الله وتكريمه لفئة كريمة من عباده ، لتشارك الناس في الموت ، وتنفرد دون الناس في المجد في الملأ الأعلى ، وفي دنيا الناس أيضا ، إذا نحن وضعنا في الحساب نظرة الأجيال بعد الأجيال ، لقد كان في استطاعة المؤمنين أن ينجوا بحياتهم في مقابل الهزيمة لإيمانهم ، ولكن كم كانوا يخسرون هم أنفسهم ، وكم كانت البشرية كلها تخسر؟ كم كانوا يخسرون وهم يقتلون هذا المعنى الكبير؟ معنى زهادة الحياة بلا عقيدة ، وبشاعتها بلا حرية ، وانحطاطها حين يسيطر الطغاة على الأرواح بعد سيطرتهم على الأجساد).
ولقد صدق الله فصدقه ، إذ كان يتمنى الشهادة صادقا -والله أعلم- فرزقه الله إياها: تقرأ له مقالا كتبه سنة (1952م) في كتابه دراسات إسلامية ص (138) ، فكأنك تلمح من خلاله أنه يخط بالهام من الله نهايته إذ يقول: (إنه ليست كل كلمة تبلغ إلى قلوب الآخرين فتحركها ، وتجمعها ، وتدفعها ، إنها الكلمات التي تقطر دماء لأنها تقتات قلب إنسان حي. كل كلمة عاشت قد اقتاتت قلب انسان ، أما الكلمات التي ولدت في الأفواه ، وقذفت بها الألسنة ، ولم تتصل بذلك النبع الإلهي الحي ، فقد ولدت ميته ، ولم تدفع بالبشرية شبرا واحدا إلى الإمام ، إن أحدا لن يتبناها لأنها ولدت ميته ، والناس لا يتبنون الأموات ،
ويكتب عند آية:
(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ، ومن أوفى بعهده من الله ، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)
(التوبة: 111)
(إن الدخول في الإسلام صفقة بين متابيعين.. الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله لايبقى بعدها للمؤمن من شيء في نفسه ، ولا في ماله يحتجزه دون الله -سبحانه- ودون الجهاد في سبيله ، لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله...
إن الجهاد في سبيل الله بيعة معقودة بعنق كل مؤمن... كل مؤمن على الإطلاق منذ كانت الرسل ، ومنذ كان دين الله.. إنها السنة الجارية التي لا تستقيم الحياة بدونها ولا تصلح الحياة بتركها ، بعونك اللهم فإن العقد رهيب.. وهؤلاء الذين يزعمون أنفسهم (مسلمين) في مشارق الأرض ومغاربها ، قاعدون ، لا يجاهدون لتقرير الوهية الله في الأرض ، وطرد الطواغيت الغاصبة لحقوق الربوبية وخصائصها في حياة العباد ، ولا يقتلون ولا ي قتلون ، ولا يجاهدون جهادا ما دون القتل والقتال)

رحمه الله رحمة واسعة واورد لكم بعض ميزات الشهيد التى كان يتمتع بها

1/الجــديـــة:
لقد كان سيد جادا في جاهليته وإسلامه فلم يكن يهادن ولا يداهن ، لقد كان واضحا كالشمس في رابعة النهار مستقيما كحد السيف ، ومن هنا أخرج مجلة كان صاحب الإمتياز فيها الميناوي ، فخرج منها ثلاثة أعداد كلها صودرت ثم أغلقت ، ولقد أرسل الملك من يغتاله ولكن الله نجاه من اليد الأثيمة..
لقد كان دائما يردد: (أنا لا أستطيع أن أعيش بنصف قلب نصفه لله ونصفه للدنيا) (1). 1- نقلا عن الثقات.
وكان يقول: إن اصبع السبابة التي تشهد لله بالوحدانية في الصلاة لترفض أن تكتب حرفا واحدا تقر به حكم طاغية ،

حدثت شقيقته حميدة أثر خروجها من السجن -وأنا أسمع- قالت: جاءني مدير السجن الحربي حمزة البسيوني يوم (28) أغسطس (1966م) وأطلعني على قرار الإعدام الموقع من عبد الناصر بإعدام سيد قطب ثم قال: إن إعدام الأستاذ سيد خسارة للعالم الإسلامي والعالم أجمع وأمامنا فرصة أخيرة لإنقاذ الأستاذ من حبل المشنقة ، وهي أن يعتذر على التلفاز فيخفف عنه حكم الإعدام ثم يخرج بعد ستة أشهر من السجن بعفو صحي ، هيا فاذهبي إليه لعلنا ننقذه.
قالت حميدة: فتوجهت إليه لأبلغه الخبر فقلت له: إنهم يقولون إن اعتذرت فسيعفون عنك.
فربت سيد على كتفي قائلا : عن أي شئ أعتذر يا حميدة!! عن العمل مع الله?! والله لو عملت مع أي جهة غير الله لاعتذرت ، ولكني لن أعتذر عن العمل مع الله.
ثم قال: اطمئني يا حميدة إن كان العمر قد انتهى فسينفذ حكم الإعدام ، وإن لم يكن العمر قد انتهى فلن ينفذ حكم الإعدام ولن يغني الإعتذار شيئا في تقديم الأجل أو تأخيره.
أية طمأنينة ، وأية ثقة هذه التي يتمتع بها هذا القلب الكبير.. أية راحة وأية سكينة هذه التي يسكبها الله على الفؤاد وعلى النفس المؤمنة. ، ومن علامة جد يته: أنه استقال من وزارة المعارف في اللحظة التي قرر فيها دخول الحركة الإسلامية.
2/ الإحتياط والورع والهيبة أمام النصوص القرآنية:
ويبدو هذا من خلال تفسيره لكتاب الله فيقول -في ظلال القرآن- عند آية:
(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين)
(البقرة: 238)
(أشهد أني وقفت أمام هذه الآية ستة أشهر لا أنتقل إلى ما بعدها ، كيف جاءت آية الصلاة بين آيات الطلاق ، وكنت آمل أن يفتح الله علي في هذه الفترة ولكن لم يفتح الله علي ، فإن فتح الله على أحد من القراء فليتفضل إلي مشكورا ).
ويقول في مقدمة سورة الرعد (1): 1- تفسير الظلال (4-2038). (ومع هذا كله يصيبني رهبة ورعشة كلما تصديت للترجمة عن هذا القرآن كثيرا ما أقف أمام النصوص القرآنية وقفة المتهيب أن أمسها بأسلوبي البشري القاصر المتحرج أن أشوبها بأسلوبي البشري الفاني ، ولكن ماذا أصنع ونحن في جيل لا بد أن يقدم له القرآن مع الكثير من الإيضاح. ).

3- التركيز على العقيدة وشرح لا إله إلا الله:
لقد هال الأستاذ سيد قطب وقوف الجموع الهائلة من المسلمين واجمة ازاء تصفية الحركة الإسلامية جسديا سنة 1954 ، فلقد كانت هذه الجموع تسد الطرقات على أبواب دار الإخوان في (الحلمية) تنتظر خطاب الأستاذ البنا مساء كل ثلاثاء وتنتظره حتى الثانية عشرة ليلا وهي تكبر وتهتف ، ما بالها الآن بكماء عمياء صماء؟ بل إن قسما ليس بالقليل من هؤلاء تبرع بإيذاء الإخوان في داخل السجون بالتجسس عليهم ونقل أخبارهم.
لقد وقف طويلا أمام هذه الظاهرة وأخيرا وضع إصبعه على موطن الداء وهو أن هذه الجموع لم تفهم (لا إله إلا الله).
حدثني أحد الإخوة قال: إن مراسم الإعدام تقضي أن يكون أحد العلماء حاضرا تنفيذ الإعدام ليلقن المحكوم عليه الشهادتين! فعندما كان سيد يمشي خطاه الأخيرة نحو حبل المشنقة اقترب منه الشيخ قائلا : (قل لا إله إلا الله) فقال سيد:
حتى أنت جئت تكمل المسرحية نحن يا أخي نعدم بسبب لا إله إلا الله ، وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله.
وبعد هذا كله (بنو أسد تعزرني على الإسلام)
كلمة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قالها عندما جاء وفد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكون سعدا حتى قالوا: إنه لا يحسن الصلاة! يروي البخاري عن قيس قال: سمعت سعدا رضي الله عنه يقول: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله ، وكنا نغزو مع النبي -ص- ومالنا طعام إلا ورق الشجر ، حتى أن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة ماله خلط ، ثم أصبحت بنو أسد (تعزرني على الإسلام) لقد خبت إذا وضل عملي).

ولقد كان لاستشهاد سيد قطب أثر في إيقاظ العالم الإسلامي أكثر من حياته ، ففي السنة التي استشهد فيها طبع الظلال سبع طبعات بينما لم تتم الطبعة الثانية أثناء حياته ، ولقد صدق عندما قال: (إن كلماتنا ستبقى عرائس من الشموع حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء).
ولقد مضى سيد قطب إلى ربه رافع الرأس ناصع الجبين عالي الهامة ، وترك التراث الضخم من الفكر الإسلامي الذي تحيا به الأجيال ، بعد أن وضح معان غابت عن الأذهان طويلا ، وضح معاني ومصطلحات الطاغوت ، الجاهلية ، الحاكمية ، العبودية ، الألوهية ، ووضح بوقفته المشرفة معاني البراء والولاء ، والتوحيد والتوكل على الله والخشية منه والإلتجاء


....................

نقلت لكم تلك الوقفات من كتاب الشهيد د/عبدالله عزام عن الشهيد سيد قطب ( عملاق الفكر الإسلامى )