الخميس، 19 يونيو 2008

الملمح التاسع من ملامح فكر الشيخ ياسين فى التغيير والاصلاح

الملمح التاسع

التدرج والروية فى التعامل مع العدو ,واستباق ذلك برؤى ودراسات مبنية على الحكم الشرعى والبعد التاريخى والسنن الكونية.

بعدما اكتمل الجهد ,واستوى الأمر على سوقه ,دعا الشيخ الى تأسيس حركته المقاومة "حماس" عام 1987م,واعتبار المقاومة المسلحة واجبا دينيا لتحرير الوطن وإقامة الدولة الاسلامية ,لا سيما بعد تهالك القوى الفلسطينية ذات التوجه غير الاسلامى على الساحة الميدانية ,ودخولها فى صراعات جانبية ,والتغير الذى أصاب الشعوب الاسلامية نحو التحول الى الاسلام ,فكانت الاستفادة فى محلها ,دخول موفق فى الصراع ,وأجندة إسلامية واضحة ,وقواعد مجهزة تربويا ومحصنة شرعيا للقتال ,وهذا يذكرنا بالفهم النبوى عندما امتنع النبى (صلى الله عليه وسلم )عن إعلان الحرب ضد قريش وهو فى مكة لمدة ثلاثة عشر عاما ,وأعلنها فى المدينة المنورة بعد تأسيس الدولة .

لقد استطاع الشيخ التركيز على دور المجتمع بداية بتحصينه وتقويمه ليكون أهلا للمعركة مع أعتى اعداء الامة ؛فكما ذكرنا انه أقام المجمع الاسلامى عام 1973فى غزة وهو عبارة عن مسجد وحضانة ودار لتحفيظ القرآن ومتابعة شؤون الناس المعيشية.

فى المقابل كان الذين يعيبون على الشيخ وحركته فى الامتناع عن قتال العدو ,ومهادنة المحتل.كانوا هم اول من صافح العدو عندما تكشفت عورتهم الفكرية وافلسوا جماهيريا وإقليميا .ثم تحولوا فى أعوام مابعد اتفاق أوسلو إلى أداة أمنية فى حماية العدو المحتل .

لقد كانت منطلقات الشيخ حسب ماجاء فى ميثاق الحركة عام 1988.شيئا يشبه الانطلاق من المقدس والقطعى فى النص ؛لأنه جاء على أحكام عقائدية تربط العقيدة بالفكر والعمل ,لذا جاء الميثاق ليحدد أهداف الحركة التى خطت بدماء أبنائها وقادتها وخير ماورد فى الميثاق "ان أرض فلسطين وقف لكل الاجيال الاسلامية حتى يوم الحساب,فلا يمكن التفريط باى جزء منها ,كما لا تملك أى دولة او فرد او جماعة حق التنازل عن فلسطين ".

لقد استطاع الشيخ ومعله الثلة المؤمنة بعد جاهد المجتمع وتقويمه وتوجهيه نحو الاسلام ,ان يجعل الجهاد والقتال ضد العدو هو مطلب اجتماعى بعدما كان خاصا بالتنظيم الذى بتزعمه الشيخ ,ثم اصبح مطلبا إقليميا ودوليا للمسلمين فى ظل مايسمى بالحرب على الارهاب ,وأصبحت ثقافة "الاستشهاد والتضحية " ضد الاحتلال والعدوان عنوانا للمرحلة التى عاشها الشيخ ومن بعد مماته.

كما يؤكد الشيخ على بعد استراتيجى فى الصراع بين الاسلام كرسالة حضارية والعدوالمتمثل فى العدو اليهودى ,وهو اشراك البعد العربى والاسلامى فى معركة التحرير؛لانها معركة الأمة ,إذ يرى ضرورةإضعاف :"العدو وارباكه حتى تأتى المعركة النهائية ,وتكون القوة العربية والاسلامية جاهزة للوقوف الى جانب الشعب الفلسطينى ,وحسم المعركة ان شاء الله".

كما انفرد الشيخ فى بعض الرؤى المبينة على استنباط شرعى من النصوص القرآنيةوالسنن التاريخية,فقد ذكر سر عدد40 لزوال دولة العدو ,اذ يقول فى ذلك :"هذا عبارة عن استلهام من القرآن الكريم واستلهام تاريخى من الواقع ,الاستلهام القرآنى ان ربنا سبحانه وتعالى فى كل 40سنة يغير الاجيال وطبائعهم _كما فى سورة المائدة ,آية26.عندما أزال الجيل الجبان فى عهد موسى ,بجيل أشجع واقوى منه_

الثانية من التاريخ ففى الحروب الصليبية ركعت الامة الاسلامية 40سنة و40سنة ثانية بدأت المقاومات والمناوشات حتى بدأ زوال الصلبيبة ..والفلسطينيون خسروا فى عام 1948 وبدأت الانتفاضة عام 1987,اى بعد40 عاما والاربعين الثانية ستكون زوال دولة الكيان الصهيونى ان شاء الله ".

ليست هناك تعليقات: