الجمعة، 13 يونيو 2008

د.الفرماوى يكشف تفاصيل قضية التخابر مع حماس لملتقيات شباب الازهر ..لا يفوتكم

د. الفرماوي يكشف تفاصيل قضية التخابر مع حماس



د. عبد الحي الفرماوي


- صليتُ الفجر بضباط أمن الدولة في منزلي فعاملوني بشكلٍ سيئ في القسم

- التحقيقات أثبتت براءتي ووكيل النيابة ناقشني في رسالة دكتوراه منذ 40 عامًا

- القيادات التي وردت أسماؤها في القضية لم أعرفها ولم أسمع عنهم من قبل

- شخصياتٌ بارزة في السجن اعترفت لي بأخطائها وسألتني عن طريق التوبة

- اتهموني بتصنيع طائرة فشلت الدول العربية مجتمعةً منذ قيامها بتصنيعها




حوار- دعاء وجدي

الدكتور الفرماوي من مواليد رجب 1362هـ الموافق يوليو 1942م بمحافظة المنوفية، وكيل كلية أصول الدين السابق بجامعة الأزهر، ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن السابق بها، وعضو اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة بالجامعة، وعضو مجلس الكلية، وعضو لجنة التحكيم في البحوث العلمية في جامعة أم القرى، والسكرتير العام لنادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، والمستشار الديني لاتحاد المنظمات الطبية للدول الإسلامية، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر، وعضو مجلس الشعب السابق عن دائرة شرق القاهرة، والمشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، صاحب ما يزيد عن خمسة وثلاثين مؤلَّفًا في التفسير والعلوم الإسلامية والعامة.



داهمت قوات الأمن منزله بعد منتصف الليل، ومن المنزل إلى قسم شرطة ثانٍ مدينة نصر، ومنه إلى نيابة أمن الدولة التي حققت معه في تهم فوجئ بها، وهي: التخابر مع جهة أجنبية، وتمويل حركة حماس، وشراء لوازم طائرت "أطفال" لتقديمها للمقاومة، ولولا الإحراج لاتهموه أيضًا بشراء صواريخ ودبابات وطائرة "إف 16 و17" إلى "إف 100"!!.



وبعد تجديد حبسه أكثر مرة قررت محكمة جنايات القاهرة يوم الأحد الماضي إطلاق سراحه بضمان محل إقامته ورفض كافة التهم التي وُجِّهت إليه، وبالفعل أطلقت أجهزة الأمن سراحه يوم الثلاثاء الماضي.



التقينا به وأجرينا معه هذا الحوار في أكثر من ثلاث ساعات، وطول المدة لم تكن بسبب طول الحوار، وإنما بسبب كثرة مكالمات التهاني ولقاءات الأهل والأصدقاء والأحباب الذين جاءوه مهنئين من كافة أرجاء مصر، وإلى نص الحوار.



* ماذا حدث؟ ولماذا اعتقلوك؟.

** فوجئت بقوات الأمن تداهم منزلي بعد منتصف ليل يوم 22 أبريل الماضي، وأخذوني مباشرة إلى مكتبي، وعندما جاء موعد صلاة الفجر صليت بهم في المكتب وهم خلفي، وكانت المعاملة محترمةً حتى هذا الوقت بيننا، ولكن بعد أن رحَّلوني إلى قسم شرطة ثانٍ مدينة نصر ألقي بي على البلاط في زنزانةٍ غير آدمية؛ متسخة ومليئة بالحشرات، وكان من الممكن أن يحضروا لي كرسيًّا أجلس عليه، ولكن لم يحترموا سني ولا مرضي ولا مكانتي العلمية؛ فقد كنت مرهقًا ومريضًا جدًّا، وكنت صائمًا قبلها بيوم، وبعد ذلك رُحِّلت إلى نيابة أمن الدولة؛ حيث استمرت التحقيقات لمدة 4 أيام؛ متوسط زمن التحقيق في كل مرة 6 ساعات، ولكن أقول شهادةَ إنصاف: إن تعامل أمن الدولة معي كان على مستوى كوني عالمًا بالأزهر، وقضيت مدة حبسي بين سجن المحكوم الجنائي وعنبر مزرعة طرة الذي كان أفضل حالاً من غيره؛ لأنه كان يضم معتقلي الرأي، وكان معتقلو الرأي والإخوان فيه ينالون شيئًا من الاحترام.



* هل توقعت هذا الاعتقال وتلك الاتهامات؟ وكيف استقبلتها؟.

** لم أتوقعه أبدًا، وأول معرفتي بتلك الاتهامات كان من جريدة (الأهرام)، وأُصبت بصدمةٍ شديدةٍ جدًّا وإعياء مفاجئ، وسقطتُ على الأرض؛ لأن مثل تلك الاتهامات مثَّل لي كارثة لم أتوقعها أبدًا، وسببها حملة ظالمة لا أعرف سببها؛ نزلت عليَّ كالصاعقة؛ فأنا أحد علماء الأزهر، وصاحب فكرٍ معتدل، ولا يوجد سببٌ للزجِّ بي في السجون.



* برأيكم.. ما الهدف من هذه القضية الملفَّقة؟.

** الاحتمالات التي قُدِّمت إليَّ من أصحاب الرأي والفكر أن أهداف هذه القضية لن يخرج عن أحد ثلاثة: إما ضرب جامعة الأزهر، أو جماعة الإخوان المسلمين، أو حركة المقاومة حماس.



* اذكر لنا كيف دارت عجلة التحقيقات معكم؟.


** لم أجد فيها شيئًا مباشرًا أو دليلاً ضدي؛ كانت غير مترابطة، وإن كشفت عن شيء فهي تكشف عن براءتي من كل ذلك؛ فكان وكيل النيابة يناقش معي ثقافتي ونشأتي، وكذلك دخل معي في نقاشٍ مطوّلٍ حول موضوع رسالة الدكتوراه التي أعددتُها منذ 40 عامًا حول رسم المصحف وضبطه، وكلها أمور بعيدة عن الاتهامات التي وجِّهت إليّ.



التخابر مع حماس



* ما الذي تبادر إلى ذهنك عندما سمعت كلمة "التخابر مع جهة أجنبية" وأن تلك الجهة هي حماس؟.

** حماس حكومة أو منظمة تعمل في غزة لصالح بلادها، وتقاوم العدو المحتل، ولها كل الحق في أن تقاوم أعداءها كما هو شأن باقي دول العالم التي عانت من الاحتلال، وكل قلوب العالم الإسلامي وقلبي أيضًا معهم، وأدعو الله لهم بالتوفيق والسداد وتطهير فلسطين من المحتل الغاصب، وأنا لا أشِذُّ عن هذه القاعدة، وهذا كل ما يربطني بحماس وفلسطين، ولا يوجد بيني وبينهم أية علاقة تنظيمية أو شخصية.



* هل قدَّمت أموالاً للفلسطينيين من قبل؟.

** لم أقدم أموالاً أبدًا للفلسطينيين، ولكن هناك جهات شرعية في مصر للتبرع بالأموال لصالح القضية الفلسطينية ولصالح أطفال فلسطين كنت أدل عليها مَن يسألني، مثل الجمعية الشرعية، والنقابة العامة للأطباء، واتحاد الأطباء العرب، وطوال حياتي كنتُ بعيدًا عن الأمور المالية، سواءٌ في الجامعة أو هيئة التدريس أو غيرها، ولم أتولَّ أبدًا مهمة جمع التبرعات.



* وماذا عن علاقتك بكلٍّ من نزار ريان القيادي بحركة حماس، وبسام عادل الناشط الحقوقي السيناوي، والدكتور محمد طه وهدان الذين وردت أسماؤهم في التحقيقات؟.

** أنا لا أعرف أيًّا من هؤلاء، ولم أسمع عنهم أو ألتقي بهم أبدًا، ولكني رأيت بسام عادل وتعرَّفت عليه في محبسي، وعرفتُ فيما بعد أن الدكتور محمد طه وهدان أستاذٌ في كلية الزراعة بجامعة قناة السويس، ولم ألقه أبدًا.



قصة الطائرة

* كيف تصف الاتهام الذي وُجِّه إليك بتصنيعك طائرات أطفال تُستَخدم في أعمال إرهابية؟.

** أراه اتهامًا ساذجًا لا يصدقه عاقل أو مجنون؛ فكيف لي وأنا أستاذ القرآن والتفسير أن اتُّهم بتصنيع طائرات، ولكني شخصيًّا أتمنَّى أن يأتيَ اليوم الذي يستطيع فيه العالم العربي أن ينتج طائرةً، ولكني لا أتوقع أن يقوم أستاذٌ عمل في التفسير 40 عامًا بما فشل فيه العرب أعوامًا عدة.



* كيف ترى الحملة الإعلامية التي رُوِّجت ضدك؟.

** حملة إعلامية ظالمة، وأشكر الله سبحانه وتعالى وأفوِّض له أمري، وسوف أرجع إلى المحامين للنظر في إمكانية مقاضاة كلِّ مَن حاول تشويه سمعتي.



عالم في الزنزانة



* صف لنا يومك كعالم جليل في الزنزانة؟.

** قضيت وقتي في مراجعة القرآن الكريم وكتب التفسير، وأعطيت المعتقلين السياسيين في "سجن عنبر الزراعة وفي سجن المحكوم" العديد من الدروس، ووجدت العديد من المحبوسين على ذمة قضايا الأموال العامة من الشخصيات البارزة في الدولة يبحثون عني ويسألونني ويستشيرونني في أمورهم وقضاياهم وهمومهم الشخصية، وكانوا يجدون معي الهدوء والسلوى؛ فمنهم من جاءني يعترف بخطئه وذنبه ويسألني عن طريق التوبة، ومنهم مَن جاءني يشكو حبسه ظلمًا ويسألني الدعاء له أن يفرِّج الله كربه.



* كيف أثَّر هذا الحدث على أبنائك؟

** لقد دعموني دعمًا شديدًا، وكانوا يكتبون لي الرسائل ويحضرونها معهم في الزيارات؛ حتى أقرأها بعد انصرافهم، ولكني كنت أتألم بشدة لما لاقوه من معاناة، خاصةً أنهم لم يمروا بذلك النوع من التجارب من قبل، وأن زوجتي نادرة الخروج من المنزل واضطرت إلى التنقل يوميًّا في بعض الأحيان بين الأقسام والسجون.



وأتذكر أن إحدى بناتي لم تستطع الحضور للزيارة بسبب ظروف مدارس أبنائها، فجلست طوال ليلتها تكتب لي خطابًا مكوَّنًا من 10 صفحات، وقرأتُه لزملاء المحبس فبكَوا جميعًا وطلبوا منه نسخًا لتكون بلسمًا لكلِّ واحدٍ منهم، شاعرين بأن ذلك الخطاب موجَّه إليهم جميعًا.



وأكثر ما فزتُ به من تلك التجربة هو معرفة معدن أسرتي ومدى صبرهم على الشدة، وكذلك عرفت مدى حب زملائي وطلابي لي؛ ليس في مصر فقط، بل في أنحاء العالم؛ من كندا والإمارات والأردن والسعودية وتلاميذي في جامعة أم القرى بمكة المكرمة والمدينة المنورة، ومنذ خروجي لم تهدأ تليفوناتي الثلاث لحظةً؛ من اندفاع المهنئين والمحبين؛ فطلابي اتصلوا بي من كل صوبٍ وجهة وبكَوا وأكدوا دأبهم على الدعاء لي طوال مدة حبسي، وقال لي أحدهم أنه تمنَّى أن يكون مكاني وفداءً لي؛ الأمر الذي أجبرني على البكاء حبًّا وامتنانًا له.



قضاة شرفاء

* لماذا تم الإفراج عنك دون الآخرين؟.

** لا أدري، ولكن بالنسبة لي أنا كنت واثقًا تمام الثقة من البراءة؛ لأني بريء من كل تلك الاتهامات الباطلة، ولديّ اليقين في الله، وتمتعت طوالَ مدة احتجازي بنفسية عالية وروح معنوية مرتفعة؛ لأني أتقبَّل أي شيء يرضاه الله لي.



* وماذا حدث في جلسة المحكمة التي قُضي فيها بالإفراج عنك؟.

** قضت محكمة جنيات القاهرة بالإفراج عني؛ حيث استمع لي أحد قضاة مصر الشرفاء وأنصت إليَّ باهتمام، وكذلك للشهود ولوكيل النيابة الذي أعاد الاتهامات على مسمعه مرارًا، ولكن القاضي حكم في النهاية من خلال قناعاته الشخصية؛ وسمح لي بالجلوس مراعاةً لظروفي الصحية؛ ولهذا أنا أتوجَّه بالشكر إلى القضاء المصري الشريف العادل الذي لم يخشَ أبدًا في الحق لومة لائم.



* هل نال اليأس منك؟.

** لا.. كان الأمل والاطمئنان رفيقيّ دائمًا، ولن أتراجع عن كلمة حقٍّ قلتها أبدًا في أحد كتبي أو في أي محفلٍ وُجدت فيه، وأحمد الله على كون بيتي كله أزهريًّا ولا أجد من أحد أفراده إلا التشجيع.



* هل تعتقد أن موقعك الإلكتروني على شبكة الإنترنت أو كتبك بها ما خلق بينك وبين الأمن شيئًا من العداء؟.


** لا يوجد في كتبي أو في موقع "هدي الإسلام" الإلكتروني الذي أبثُّه من مكتبي على الإنترنت شيء يدعو إلى العداء؛ فهو موقع أزهري يُمثِّل المنهج الوسطي المعتدل، زاره 7 ملايين من 157 دولةً مختلفة، وهم أخذوا جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي، فضلاً عن بعض مؤلفاتي وبعض الكتب من مكتبتي الخاصة، وجميعها كتب وسطية ومعتدلة؛ لا يوجد بها شيء مرفوض أو محظور.



هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بجد جزاكى ربى الفردوس الأعلى حبيبتى ووحشاااااانى جدااااااااااا
بنت البنا