الخميس، 12 يونيو 2008

الملمحان السادس والسابع فى فكر الشيخ ياسين الاصلاحى

الملمح السادس

العمل الدؤوب والمتواصل فى ظل أحلك الظروف وأشدها

من المؤكد ان الانتصارات وبروز القيادات فى تاريخ البشرية لا تأتى بالتمنيات والأحلام ,ولكن بالعمل الصادق المتواصل على الطريق القويم,فذاك مايصنع التحولات الكبرى فى حياة الامة ويخرج بها من نفق اليأس والخذلان والتسليم .

الشيخ رحمه الله بكل مايملك من ضعف جسدى ,كان شعلة من النشاط الدفاق والطاقة التى لا تنضب ,شغل حياته بقضية المسلمين الأولى ,ترك ألقابا أكاديمية ؛إذ لو أراد لكان رئيسا للجامعة الاسلامية فى غزة ,واكتفى بها كما يفعل بعض الأكاديمين الجامعيين ,لم يعزل نفسه لتقدم سنه وكثرة مرضه ,بل وظف حياته كلها مرها وحلوها لهذه القضية .

فمن إعاقة جسدية الى التزام بعمل طلابى إسلامى سرى ,الى دارس للعلوم الشرعية ليكون مؤهلا تربويا للجيل القادم إلى حركى منظم لتنظيم يتعاظم ويتصاعد ,ومابين هذه المراحل متنقلا من سجن لآخر ,أو خاضعا لإقامة جبرية من حين لآخر ,إلى تهديد مستمر بقتله ,لكن مع هذا بقى الشيخ شعلة لا تنطفىء ,عند وعده الذى يردده دائما أنه جندى فى العمل لهذا الدين.

الملمح السابع

لثبات على الموقف والمبدأ ,ولم يتنازل عن المبادىء أو المواقف الدينية باى حال من الأحوال :**

تعرض الشيخ (رحمه الله) للكثير من الصعوبات والتضييق عليه فى نفسه وماله وولده,لكنه ظل صابرا ومثابرا على الحق ,وبقى ثباتا على الموقف لا يتزعزع.

كما أن الشيخ أكد على مسألة الضوابط الشرعية فى تعامله السياسى مع مفردات القضية الفلسطينية ,فمسألة الهدنة والاعتراف بدولة العدو والاقتتال الداخلى وغيرها من المسائل هى فى ذاتها نظرت من البعد الدينى والضوابط الشرعية لدى الشيخ (رحمه الله).

يقول الاستاذ أحمد بحر(رئيس المجلس التشريعى بالإنابة)وأحد مقربى الشيخ إن الوفد المصرى جاء إليه يحمل رسالة من اليهود والأمريكان مفادها:"ان قبلت حماس بوقف إطلاق النار,فإن إسرائيل ستوقف إغتيال قيادات حماس ,فقال لهم على الفور :"هذا مرفوض مرفوض ,نحن لانقاتل من أجل حماية رؤوسنا ولو كنا نريد ذلك لجلسنا فى بيوتنا مع نسائنا وأطفالنا وتركنا الجهاد .نحن نقاتل من أجل عدالة قضيتنا ,ولانخاف الموت ,إن قيادات حماس ليست بأفضل من أطفال فلسطين الذين يذبحون أمام سمع وبصر العالم كله".

كما ان الشيخ بثباته على موقف مقاتلة العدو الصهيونى ,استطاع ايجاد نوع من توازن الردع معه,فمن المهم كما يقول الشيخ فى مقابلة معه:"أن يحدث فى العدو خسائر ,وأن نحدث لدى العدو توازن رعب ........واستطعنا ان ننقل المعركة إلى أرض العدو _يقصد بذلك العمليات الاستشهادية_كما بشر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم نصرت بالرعب مسيرة شهر".

وهذا الثبات على الموقف حرى بالكثير من القيادات الاسلامية ان تطبقه فى سعيها فى حفظ العمل الاسلامى المهدد بالاستئصال.

ليست هناك تعليقات: